وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وبقاؤه‭ ‬على‭ ‬أرضه‭…

وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وبقاؤه‭ ‬على‭ ‬أرضه‭… ‬الحقيقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تزلزل‭ ‬كيان‭ ‬إسرائيل‭ ‬

  • وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وبقاؤه‭ ‬على‭ ‬أرضه‭… ‬الحقيقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تزلزل‭ ‬كيان‭ ‬إسرائيل‭ ‬

اخرى قبل 9 شهر

وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وبقاؤه‭ ‬على‭ ‬أرضه‭… ‬الحقيقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تزلزل‭ ‬كيان‭ ‬إسرائيل‭ ‬

‬حسام‭ ‬عبد‭ ‬البصير

القاهرة‭ ‬ـ ‬‮ ‭:‬ السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬الجميع‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬حول‭ ‬موعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الموجة‭ ‬الحارة،‭ ‬فيما‭ ‬يبحث‭ ‬أهالي‭ ‬سكان‭ ‬الزنازين‭ ‬عن‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬حول‭ ‬قرارات‭ ‬قد‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬بشأن‭ ‬قرب‭ ‬موعد‭ ‬إنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬أقاربهم،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الأقدار‭ ‬تعد‭ ‬لهم‭ ‬أخيرا‭ ‬ما‭ ‬سيحقق‭ ‬حلمهم،‭ ‬الذي‭ ‬انتظروه‭ ‬طويلا،‭ ‬حيث‭ ‬طالب‭ ‬المحامي‭ ‬طارق‭ ‬العوضي‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬العفو‭ ‬الرئاسي‭ ‬بوضع‭ ‬قواعد‭ ‬عامة‭ ‬مجردة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬المحبوسين‭ ‬من‭ ‬بينها،‭ ‬إخلاء‭ ‬سبيل‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬الحبس‭ ‬الاحتياطي،‭ ‬والعفو‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قضى‭ ‬ثلث‭ ‬المدة‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬عليه،‭ ‬وبحد‭ ‬أقصى‭ ‬نصف‭ ‬المدة‭ ‬وإلغاء‭ ‬دوائر‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وقرارات‭ ‬المنع‭ ‬كافة‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬والتحفظ‭ ‬على‭ ‬الأموال،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬على‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬وتحت‭ ‬عنوان‭ “‬شؤون‭ ‬صغيرة‭.. ‬عظيمة‭ ‬الأثر‭” ‬قال‭ ‬العوضي‭: ‬إن‭ ‬ملف‭ ‬المحبوسين‭ ‬احتياطيا‭ ‬والمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬قواعد‭ ‬عامة‭ ‬مجردة‭ ‬أبرزها‭: ‬توافر‭ ‬الإرادة‭ ‬لدى‭ ‬الدولة‭ ‬بمنح‭ ‬فرصة‭ ‬جديدة‭ ‬مثلما‭ ‬تمنحها‭ ‬للجنائيين‭ ‬لإعادة‭ ‬عودة‭ ‬المحبوس‭ ‬إلى‭ ‬أهله‭ ‬ودمجه‭ ‬مجتمعيا‭. ‬
وبالنسبة‭ ‬للموضوع‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬توقع‭ ‬الدكتور‭ ‬علاء‭ ‬النهري‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬لعلوم‭ ‬الفضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬خلال‭ ‬أغسطس‭/‬آب‭ ‬الجاري،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬أجواء‭ ‬الطقس؛‭ ‬لن‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬يوليو‭/‬تموز‭ ‬الماضي،‭ ‬إذ‭ ‬ستظل‭ ‬الحرارة‭ ‬مرتفعة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬أعلى‭ ‬معدل‭ ‬حرارة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬منذ‭ ‬500‭ ‬سنة‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬تسبب‭ ‬ارتفاعات‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات،‭ ‬مشيرا‭ ‬لتعرض‭ ‬حوالي‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬للوفاة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية،‭ ‬معقبا‭: “‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬زادت‭ ‬حدتها‭ ‬وأصبحت‭ ‬غير‭ ‬معروفة،‭ ‬من‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بالحرارة‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬أو‭ ‬نرى‭ ‬سيولا‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬مؤخرا‭”. ‬
وتنفيذا‭ ‬لقرار‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬سيكون‭ ‬عمل‭ ‬الموظفين‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭/‬آب،‭ ‬في‭ ‬المصالح‭ ‬الحكومية‭ ‬والمباني‭ ‬الخدمية‭ ‬غير‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتعامل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬المواطنين،‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬بنظام‭ “‬الأونلاين‭”. ‬ويستهدف‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والأحمال،‭ ‬وعدم‭ ‬تشغيل‭ ‬المباني‭ ‬العامة‭ ‬ليوم‭ ‬زائد‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الأسبوع‭ ‬طوال‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭.. ‬ومن‭ ‬أخبار‭ ‬القضاء‭: ‬أصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬العليا‭ ‬برئاسة‭ ‬المستشار‭ ‬بولس‭ ‬فهمي،‭ ‬حكما‭ ‬مهما‭ ‬يوضح‭ ‬ولاية‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬العليا،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬الحكم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬إلزام‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬بإصدار‭ ‬تشريع‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬معين‭. ‬وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بعدم‭ ‬قبول‭ ‬الدعوى‭ ‬المحالة‭ ‬طعنا‭ ‬على‭ ‬دستورية‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬الصادر‭ ‬بالقانون‭ ‬رقم‭ ‬81‭ ‬لسنة‭ ‬2016،‭ ‬ولائحته‭ ‬التنفيذية‭ ‬الصادرة‭ ‬بقرار‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬رقم‭ ‬1216‭ ‬لسنة‭ ‬2017،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتضمنه‭ ‬من‭ ‬النص‭ ‬على‭ ‬أحقية‭ ‬المعينين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العمل‭ ‬بأحكامهما،‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬مدة‭ ‬خبرتهم‭ ‬العملية‭ ‬السابقة‭ ‬إلى‭ ‬مدة‭ ‬خدمتهم‭ ‬الحالية‭. ‬وأضافت‭ ‬المحكمة،‭ ‬أن‭ ‬ولايتها‭ ‬لا‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬إلزام‭ ‬المشرع‭ ‬بإصدار‭ ‬تشريع‭ ‬لتنظيم‭ ‬أمر‭ ‬معين،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬التشريعية‭ ‬وملاءمتها‭ ‬موكلة ‬للسلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬وحدها‭.‬
نقطة‭ ‬ضعفنا

من‭ ‬المهم‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬رأي‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬حسين‭ ‬في‭ “‬الشروق‭” ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬مشكلة‭ ‬الديون‭ ‬التي‭ ‬ناقشها‭ “‬الحوار‭ ‬الوطني‭” ‬واستشهد‭ ‬بما‭ ‬طرحه‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬الجبالي‭ ‬المقرر‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬للمحور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬من‭ ‬أبرزها،‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭ ‬بلغ‭ ‬113‭%‬‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬يونيو‭/‬حزيران‭. ‬سمعت‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬من‭ ‬مقرر‭ ‬الجلسة‭ ‬النائب‭ ‬طلعت‭ ‬خليل،‭ ‬ومن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتحدثين‭ ‬الأرقام‭ ‬والبيانات‭ ‬الآتية‭: ‬الدين‭ ‬المحلي‭ ‬الآن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬6‭.‬86‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬مقابل‭ ‬6‭.‬35‭ ‬تريليون‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬حسب‭ ‬أحدث‭ ‬بيانات‭ ‬وزارات‭ ‬التخطيط‭. ‬والدين‭ ‬الخارجي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬165‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬5‭.‬1‭%‬‭. ‬الدين‭ ‬المحلي‭ ‬الداخلي‭ ‬قفز‭ ‬بنسبة‭ ‬109‭%‬‭ ‬بزيادة‭ ‬2‭.‬497‭ ‬تريليون‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2016‭ ‬إلى‭ ‬2022،‭ ‬أما‭ ‬الدين‭ ‬الخارجي‭ ‬فقفز‭ ‬بنسبة‭ ‬614‭%‬‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬526‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها،‭ ‬حسب‭ ‬كلام‭ ‬خليل‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬متأخرات‭ ‬للحكومة‭ ‬تبلغ‭ ‬509‭ ‬مليارات‭ ‬جنيه‭ ‬غير‭ ‬متنازع‭ ‬عليها،‭ ‬منها‭ ‬300‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬للضرائب‭ ‬والنيابة‭ ‬والقضاء‭ ‬لهما‭ ‬92‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬والضرائب‭ ‬العقارية‭ ‬27‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬فإن‭ ‬كثيرين‭ ‬أوضحوا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬خادعا‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المتأخرات‭ ‬متنازع‭ ‬عليها،‭ ‬وليست‭ ‬محسومة‭ ‬أحقيتها‭ ‬للحكومة،‭ ‬ومتنازع‭ ‬مع‭ ‬معظمها‭ ‬بين‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬وأندية،‭ ‬وديون‭ ‬مشكوك‭ ‬في‭ ‬سدادها‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬وبالتالي‭ ‬فالرقم‭ ‬غير‭ ‬واقعي‭ ‬طبقا‭ ‬لياسر‭ ‬عمر،‭ ‬وكيل‭ ‬لجنة‭ ‬الخطة‭ ‬والموازنة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭.‬

أسوأ‭ ‬مما‭ ‬نتخيل

واصل‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬حسين‭ ‬قراءة‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بكارثة‭ ‬الديون‭: ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬عبدالحميد‭ ‬قال،‭ ‬إن‭ ‬فوائد‭ ‬الديون‭ ‬تبلغ‭ ‬حوالى‭ ‬14%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي،‭ ‬وهناك‭ ‬تقديرات‭ ‬بأن‭ ‬الديون‭ ‬غير‭ ‬المستغلة‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬37‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬والنائب‭ ‬أكمل‭ ‬نجاتي‭ ‬طالب‭ ‬بفتح‭ ‬ملف‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬حقيقته‭. ‬أما‭ ‬مصطفى‭ ‬سالم‭ ‬وكيل‭ ‬لجنة‭ ‬الخطة‭ ‬والموازنة‭ ‬فقال،‭ ‬إن‭ ‬إجمالي‭ ‬الديون‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬بلغت‭ ‬حوالى‭ ‬9‭.‬4‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬بنسبة‭ ‬95‭.‬9‭%‬‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬مارس‭/‬آذار‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬9‭.‬8‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه،‭ ‬وبالطبع‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬شديد‭ ‬الخطورة‭ ‬لأنه‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬ديوننا‭ ‬يساوي‭ ‬تقريبا‭ ‬حجم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ننتجه‭. ‬أما‭ ‬الدكتور‭ ‬رائد‭ ‬سلامة‭ ‬الباحث‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمقرر‭ ‬المساعد‭ ‬للجنة‭ ‬التضخم‭ ‬وغلاء‭ ‬الأسعار،‭ ‬فقد‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬الكليات‭ ‬والاستراتيجيات،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الديون‭ ‬العالمية‭ ‬بلغت‭ ‬305‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬منها‭ ‬1‭.‬1‭ ‬تريليون‭ ‬على‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬و77‭ ‬تريليونا‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭. ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬فريد‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬نسبة‭ ‬الدين‭ ‬الخارجي‭ ‬إلى‭ ‬الصادرات‭ ‬السلعية‭ ‬بلغ‭ ‬213‭.‬5‭%‬‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬ــ‭ ‬23‭ ‬حسب‭ ‬بيانات‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬نشرته‭ ‬في‭ ‬مايو‭/‬أيار‭ ‬الماضي‭. ‬نسبة‭ ‬أعباء‭ ‬الدين‭ ‬المقرر‭ ‬سدادها‭ ‬إلى‭ ‬الإيرادات‭ ‬المتاحة‭ ‬‮«‬ضرائب‭ ‬ومنح‭ ‬وإيرادات‭ ‬أخرى‮»‬‭ ‬تبلغ‭ ‬113‭%‬‭ ‬وتبلغ‭ ‬15‭.‬6‭%‬‭ ‬من‭ ‬حصيلة‭ ‬الضرائب،‭ ‬والمصدر‭ ‬هو‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬الخطة‭ ‬والموازنة‭ ‬للعام‭ ‬المالي‭ ‬23ــ‭ ‬24‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭. ‬الدكتور‭ ‬مدحت‭ ‬نافع‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الدين‭ ‬الداخلي‭ ‬صعب،‭ ‬لكنه‭ ‬أقل‭ ‬خطرا‭ ‬من‭ ‬الخارجي‭. ‬والنقطة‭ ‬المهمة‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬قياس‭ ‬حجم‭ ‬الدين‭ ‬بالناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬غير‭ ‬سيئ،‭ ‬لكن‭ ‬مؤشرات‭ ‬خدمة‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حرج،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فالأهم‭ ‬قياسه‭ ‬للصادرات‭ ‬والاحتياطات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬الدين،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الدين‭ ‬المستخدم‭ ‬لتمويل‭ ‬العجز‭ ‬يبلغ‭ ‬90‭%‬‭ ‬وليس‭ ‬دينا‭ ‬لتمويل‭ ‬استثمارات‭ ‬تضيف‭ ‬طاقة‭ ‬إنتاجية‭ ‬للمجتمع‭. ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬الخروج‭ ‬منه‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تقليل‭ ‬آثاره‭ ‬السلبية؟

جنسية‭ ‬للبيع

يتزايد‭ ‬نزوح‭ ‬اللاجئين‭ ‬ويتقاتل‭ ‬الناس‭ ‬بسبب‭ ‬الانتماءات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬ويلقى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬مصرعهم‭ ‬غرقا‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭ ‬ويصعب‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬العاديين،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬داليا‭ ‬شمس‭ ‬في‭ “‬الشروق‭” ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ “‬من‭ ‬نحن؟‭”. ‬وكما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬قائمة‭ ‬سوداء‭ ‬للملاذات‭ ‬الضريبية،‭ ‬أصبحت‭ ‬هناك‭ ‬قائمة‭ ‬تضم‭ ‬دول‭ ‬‮«‬الجوازات‭ ‬الذهبية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يقبل‭ ‬عليها‭ ‬موسورو‭ ‬العالم‭. ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الفائت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكندا‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬إقامات‭ ‬للأجانب‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬براغماتية‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬نحو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجود‭ ‬بها‭ ‬بسهولة،‭ ‬لكن‭ ‬بيزنس‭ ‬جوازات‭ ‬السفر‭ ‬تبلور‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬الألفية‭ ‬الحالية‭. ‬تطور‭ ‬هذه‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬محام‭ ‬سويسري‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬كريستيان‭ ‬كيلين،‭ ‬حين‭ ‬استعانت‭ ‬به‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬الكاريبي‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬إذ‭ ‬طلبت‭ ‬إليه‭ ‬مساعدتها‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬مواردها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬خاص‭ ‬بمنح‭ ‬جنسيتها‭ ‬للراغبين‭ ‬وإقامات‭ ‬دائمة‭ ‬للمستثمرين‭. ‬حكومة‭ ‬دولة‭ ‬سانت‭ ‬كيتس‭ ‬ونيفيس‭ “‬دولة‭ ‬اتحادية‭ ‬من‭ ‬جزيرتين،‭ ‬تعد‭ ‬أصغر‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الأمريكتين‭” ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬برنامج‭ ‬قائم‭ ‬بالفعل‭ ‬منذ‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬وكان‭ ‬المطلوب‭ ‬منه‭ ‬مساندتها‭ ‬لتفعيله‭ ‬وتنشيطه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬كيلين‭ ‬بنجاح‭ ‬بحلول‭ ‬2006،‭ ‬وحصدت‭ ‬الدولة‭ ‬الصغيرة‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬نظير‭ ‬بيع‭ ‬جنسيتها،‭ ‬وصار‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المواطنة‮»‬‭ ‬يشكل‭ ‬25‭%‬‭ ‬من‭ ‬دخلها‭ ‬القومي‭. ‬اشتهر‭ ‬كريستيان‭ ‬كيلين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بألقاب‭ ‬مثل‭ “‬ملك‭ ‬الباسبورتات‭ ‬والسيد‭ ‬مواطنة‭”. ‬تعامل‭ ‬المحامي‭ ‬مع‭ ‬موضوع‭ ‬الجنسية‭ ‬بوصفها‭ “‬سلعة‭ ‬فاخرة‭” ‬وأيضا‭ “‬لعبة‭ ‬لوتارية‭” ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬لتزيد‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬تجارة‭ ‬المواطنة،‭ ‬فلجأ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬لبيع‭ ‬الجنسية‭ ‬والإقامة‭ ‬لجذب‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة،‭ ‬وكالعادة‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬الناس‭ ‬إقبالا‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين،‭ ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬يوجد‭ ‬أشخاص‭ ‬لديهم‭ ‬ثروات‭ ‬طائلة،‭ ‬لكنهم‭ ‬يفتقدون‭ ‬حرية‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعقيد‭ ‬إجراءات‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرات‭ ‬سفر،‭ ‬فمن‭ ‬لديه‭ ‬طائرة‭ ‬خاصة‭ ‬لا‭ ‬يود‭ ‬انتظار‭ ‬فيزا‭ ‬لدخول‭ ‬أوروبا،‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬وقد‭ ‬يرغب‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬مزايا‭ “‬الجنان‭ ‬الضريبية‭” ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الجزيرتان‭.‬

مالطا‭ ‬تناديكم

الخطوة‭ ‬التالية‭ ‬لازدهار‭ ‬سوق‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المواطنة،‭ ‬كما‭ ‬أخبرتنا‭ ‬داليا‭ ‬شمس‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬مالطا‭ ‬حلبة‭ ‬السباق‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬مهندس‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الطموح‭ ‬كان‭ ‬أيضا‭ ‬المحامي‭ ‬السويسري‭ ‬كريستيان‭ ‬كيلين،‭ ‬الذي‭ ‬تحصل‭ ‬شركته‭ ‬على‭ ‬4‭%‬‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬كل‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬تبيعه‭ ‬الحكومة‭ ‬المالطية،‭ ‬فهذا‭ ‬الأخير‭ ‬يسمح‭ ‬بالعيش‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والتجوال‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تستعر‭ ‬فيه‭ ‬الحروب‭ ‬ويهرب‭ ‬أصحاب‭ ‬المال‭. ‬سعت‭ ‬إليه‭ ‬وجوه‭ ‬بارزة‭ ‬من‭ ‬الأوليغارشية‭ ‬الروسية،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الملياردير‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬الكرملين،‭ ‬أركادي‭ ‬فولوج‭. ‬الأثرياء‭ ‬يمكنهم‭ ‬بسهولة‭ ‬شراء‭ ‬عدة‭ ‬جوازات‭ ‬لعدة‭ ‬بلدان،‭ ‬والهروب‭ ‬عند‭ ‬الضرورة‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬لآخر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الرهانات‭ ‬والمخاطر‭ ‬كبيرة‭. ‬لذا‭ ‬حينما‭ ‬حاولت‭ ‬صحافية‭ ‬التحقيقات‭ ‬الاستقصائية‭ ‬والمدونة،‭ ‬دافني‭ ‬كاروانا،‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬وثائق‭ ‬بنما،‭ ‬التصدي‭ ‬لفضائح‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المواطنة،‭ ‬تعرضت‭ ‬للاغتيال‭ ‬وانفجرت‭ ‬بها‭ ‬السيارة‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭/‬تشرين‭ ‬الأول‭ ‬2017‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المالطية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ابنها‭ ‬ماثيو‭ ‬الحائز‭ ‬جائزة‭ ‬بوليتزر‭ ‬في‭ ‬الصحافة،‭ ‬يستكمل‭ ‬مسيرتها‭ ‬ويتابع‭ ‬استغلال‭ ‬الشركات‭ ‬الوسيطة‭ ‬لضعف‭ ‬مؤسسات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬لمواصلة‭ ‬تجارتهم‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬عمولات‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬أنشطتهم‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬مثل،‭ ‬قبرص‭ ‬والجبل‭ ‬الأسود‭ ‬ومولدافيا‭ ‬وموناكو‭ ‬وكولومبيا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يتزايد‭ ‬عددها‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وقد‭ ‬التحقت‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬أيضا‭ ‬بقائمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬جنسيتها‭ ‬وإقامات‭ ‬ذهبية‭ ‬مقابل‭ ‬الاستثمار‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭. ‬يتساءل‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬على‭ ‬تركيبة‭ ‬وحركة‭ ‬السكان‭ ‬ستخلق‭ ‬نوعا‭ ‬مختلفا‭ ‬من‭ ‬‮«‬البدون‮»‬‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬‮«‬عديمى‭ ‬الجنسية‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬سيتفرق‭ ‬دمهم‭ ‬بين‭ ‬القبائل‭ ‬بصيغة‭ ‬حديثة‭ ‬وتتعذر‭ ‬ملاحقتهم‭ ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬وغسيل‭ ‬الأموال،‭ ‬كما‭ ‬يتساءل‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬إفراز‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الكوزموبوليتانية‭ ‬الجديدة،‭ ‬لكنها‭ ‬بالطبع‭ ‬ستفتقر‭ ‬إلى‭ ‬التفاعل‭ ‬الحضاري،‭ ‬لأن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المواطنة‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬بالضرورة‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬ومجاراة‭ ‬تقاليده،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬يتمتعون‭ ‬بمزايا‭ ‬هذه‭ ‬التجارة‭ ‬يظل‭ ‬محدودا،‭ ‬رغم‭ ‬ازدهارها،‭ ‬مقابل‭ ‬الذين‭ ‬يولدون‭ ‬ويموتون‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬أحدهم‭ ‬قريته‭. ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرسم‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬نظرة‭ ‬حزينة‭ ‬منكسرة‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يملأ‭ ‬حقائبه‭ ‬بالخرائط‭ ‬والمستندات‭ ‬والنقود‭ ‬ويرحل،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يظل‭ ‬عالقا‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬دولتين‭.. ‬ووسط‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬يعاد‭ ‬تشكيل‭ ‬الأوطان‭ ‬ويتغير‭ ‬معناها‭.‬

لا‭ ‬تخفوا‭ ‬الحقائق

قال‭ ‬الدكتور‭ ‬عادل‭ ‬توفيق‭ ‬خبير‭ ‬الاستدامة‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬ورئيس‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬التجارية،‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الكهرباء‭ ‬الأسبق،‭ ‬إن‭ ‬المواطن‭ ‬المصري‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الحل،‭ ‬ولأجل‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬الحقائق‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬لأن‭ ‬الكلام‭ ‬الإنشائي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬مردود‭ ‬إيجابي‭”. ‬ونقل‭ ‬أحمد‭ ‬سلامة‭ ‬في‭ “‬درب‭” ‬عن‭ ‬توفيق،‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬لقاءات‭ “‬صالون‭ ‬التحالف‭”‬،‭ ‬أداره‭ ‬الباحث‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلهامي‭ ‬الميرغني،‭ا “‬لمواطن‭ ‬سيكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الحل‭ ‬عندما‭ ‬يعرف‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬غاز‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬إنتاج‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬ظهر‭ ‬أم‭ ‬لا‭.. ‬قولوا‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬صدمة‭ ‬للمواطنين‭. ‬وتابع‭ “‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بتأصيل‭ ‬المشكلة،‭ ‬نحن‭ ‬نعاني‭ ‬جميعا‭ ‬بسبب‭ ‬الانقطاعات‭ ‬المتكررة‭ ‬في‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وما‭ ‬يمثله‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬لأن‭ ‬قطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬عن‭ ‬المصانع‭ ‬والمواصلات‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬العمل‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬له‭ ‬ثمن‭ ‬باهظ‭.. ‬للأسف‭ “‬إحنا‭ ‬مش‭ ‬شطار‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الخسائر‭ ‬مقابل‭ ‬قطع‭ ‬الكهرباء،‭ ‬محتاجين‭ ‬نبدأ‭ ‬نفكر‭ ‬شوية‭ ‬في‭ ‬الفرصة‭ ‬والفرصة‭ ‬البديلة‭ ‬والتكلفة‭ ‬والعائد‭ ‬وموضوع‭ ‬دراسات‭ ‬الجدوى‭ ‬اللي‭ ‬احنا‭ ‬بدأنا‭ ‬نهمله‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وابتدينا‭ ‬ناخد‭ ‬قرارات‭ ‬مش‭ ‬بالضرورة‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬جدوى،‭ ‬سواء‭ ‬فنيا‭ ‬أو‭ ‬إداريا‭”. ‬وأردف‭ “‬قطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬معناه‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬المحطات‭ ‬مش‭ ‬قادرة‭ ‬تشيل‭ ‬الحمل‭ ‬بسبب‭ ‬موجة‭ ‬الحر‭ ‬وارتفاع‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الكهرباء،‭ ‬أو‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وقود‭.. ‬والسؤال‭ ‬هل‭ ‬أنا‭ ‬بعطي‭ ‬المحطات‭ ‬الوقود‭ ‬الكافي‭ ‬علشان‭ ‬تطلع‭ ‬الكهرباء‭ ‬المطلوبة‭ ‬منها،‭ ‬هو‭ ‬دا‭ ‬اصل‭ ‬الموضوع‭”. ‬وأشار‭ ‬الخبير‭ ‬عادل‭ ‬توفيق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ “‬الكهرباء‭ ‬لا‭ ‬تُخزن،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تُباع‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجود‭ ‬شبكات‭ ‬كهربية‭ ‬للمكان‭ ‬المراد‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬كلام‭ ‬أن‭ ‬احنا‭ ‬بنبيع‭ ‬الكهرباء‭ ‬دا‭ ‬كلام‭ ‬غير‭ ‬علمي،‭ ‬الكهرباء‭ ‬اللي‭ ‬بتخرج‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬بتخرج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرق‭ ‬معروفة‭ ‬ومحددة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطوط‭ ‬الربط‭ ‬مع‭ ‬الأردن‭ ‬وليبيا‭ ‬والسودان،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تبادل‭ ‬الكهرباء‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬المزمع‭ ‬إنشاؤه،‭ ‬وهو‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬السعودية‭ ‬يكون‭ ‬نهارا‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتم‭ ‬تصدير‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التوقيتات،‭ ‬بينما‭ ‬يكون‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الشبكات‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬ليلا‭ ‬فيمكنها‭ ‬استيراد‭ ‬كهرباء‭”.‬

مارينا‭ ‬مغلوبة‭ ‬على‭ ‬أمرها

إذا‭ ‬تكلمنا‭ ‬بلغة‭ ‬الصحافة‭ ‬والطبعات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬للجريدة‭ ‬الواحدة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد،‭ ‬فالساحل‭ ‬الشمالي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬رأي‭ ‬سليمان‭ ‬جودة‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭” ‬له‭ ‬طبعاته‭ ‬المختلفة‭ ‬أيضا،‭ ‬وكانت‭ ‬طبعته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المسافة‭ ‬من‭ ‬المعمورة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬الإسكندرية‭ ‬إلى‭ ‬العجمي‭ ‬في‭ ‬غربها‭. ‬ولأن‭ ‬الساحل‭ ‬كان‭ ‬ولايزال‭ ‬يتمدد‭ ‬غربا‭ ‬لا‭ ‬شرقا،‭ ‬فالطبعة‭ ‬الثانية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العجمي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الكيلو‭ ‬21‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬مارينا،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬نهاية‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬الساحل‭ ‬الطيب،‭ ‬وبداية‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬الساحل‭ ‬الشرير‭. ‬ولأن‭ ‬مارينا‭ ‬كانت‭ ‬حدا‭ ‬فاصلا‭ ‬بين‭ ‬الطيب‭ ‬والشرير‭ ‬في‭ ‬الساحل،‭ ‬فالواقع‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬هو‭ ‬الطبعة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬الساحل،‭ ‬وإن‭ ‬الحيز‭ ‬الذي‭ ‬تشغله‭ ‬هذه‭ ‬الطبعة‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الضبعة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬مرسى‭ ‬مطروح‭. ‬هذا‭ ‬التقسيم‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬جغرافيا‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ملامحه،‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬بالفعل،‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬التقسيم‭ ‬الجغرافي‭ ‬لا‭ ‬يظل‭ ‬أسير‭ ‬الجغرافيا‭ ‬طول‭ ‬الوقت،‭ ‬وإنما‭ ‬يغادرها‭ ‬ليتحول‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬أخرى‭ ‬يغلب‭ ‬عليها‭ ‬الطابع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬في‭ ‬الساحل‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تراه‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬التأمل‭ ‬والمقارنة‭ ‬بين‭ ‬الطبعات‭ ‬الثلاث،‭ ‬لأن‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يقضون‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬الصيف‭ ‬في‭ ‬شاطئ‭ ‬الطبعة‭ ‬الأولى،‭ ‬لا‭ ‬يمنعهم‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬المسافة‭ ‬التي‭ ‬يمتد‭ ‬عليها‭ ‬الشاطئ‭ ‬في‭ ‬طبعته‭ ‬الثانية،‭ ‬إلا‭ ‬الإمكانات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تسعفهم،‭ ‬ولا‭ ‬يحول‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬الطبعة‭ ‬الثانية،‭ ‬وما‭ ‬يعرفه‭ ‬جمهور‭ ‬الطبعة‭ ‬الثالثة‭ ‬على‭ ‬شواطئه،‭ ‬إلا‭ ‬الإمكانات‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬مستواها‭ ‬المادي‭ ‬والاقتصادي‭. ‬إن‭ ‬الذين‭ ‬عاشوا‭ ‬أيامهم‭ ‬يذهبون‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬إلى‭ ‬شاطئ‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بين‭ ‬المعمورة‭ ‬والعجمي،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أنهم‭ ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬الذين‭ ‬يتحركون‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬الطبعة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬بين‭ ‬العجمي‭ ‬ومارينا،‭ ‬ولسان‭ ‬حالهم‭ ‬يقول‭: ‬العين‭ ‬بصيرة‭ ‬ولكن‭ ‬اليد‭ ‬قصيرة‭.. ‬وهذا‭ ‬نفسه‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬أبناء‭ ‬مارينا‭ ‬وما‭ ‬قبلها،‭ ‬إذا‭ ‬مرّوا‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬الطبعة‭ ‬الثالثة‭.. ‬ولا‭ ‬سبب‭ ‬سوى‭ ‬أنهم‭ ‬يجدون‭ ‬على‭ ‬امتداده‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يجدونه‭ ‬على‭ ‬شاطئهم‭ ‬ولا‭ ‬يعرفونه‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الساحل‭ ‬بطبعاته‭ ‬الثلاث‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬شيء،‭ ‬فهو‭ ‬أنه‭ ‬ساحل‭ ‬موسمي‭ ‬بامتياز،‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه،‭ ‬ولا‭ ‬نسمع‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬نذهب‭ ‬إليه،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬فقط،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تنتبه‭ ‬له،‭ ‬وهي‭ ‬ترى‭ ‬الطبعة‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬تتشكل‭ ‬أمامها‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الضبعة‭.‬

غزوة‭ ‬يعقبها‭ ‬لقاء

للوهلة‭ ‬الأولى،‭ ‬فإنه‭ ‬دائما‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يرى‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭” ‬عند‭ ‬عقد‭ ‬جلسات‭ ‬الصلح‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حدث‭ ‬أو‭ ‬أحداث‭ ‬جلل‭ ‬تتطلب‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬غزوة‭ ‬جنين‮»‬‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مولدة‭ ‬لقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬والحنق‭ ‬على‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينصف‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ويغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فرصة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬لكي‭ ‬تتدخل‭ ‬عسكريّا‭ ‬في‭ ‬النطاقات‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬مصدرا‭ ‬للتهديد؛‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬تضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬العاجز‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تخصهم‭ ‬وفق‭ ‬قسمة‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭. ‬غزوات‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬باتت‭ ‬ابتكارا‭ ‬إسرائيليّا‭ ‬خالصا،‭ ‬لكى‭ ‬تقوم‭ ‬بعمليات‭ ‬تدمير‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق،‭ ‬وتسميها‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬والحديقة‮»‬‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬دونما‭ ‬ذكر‭ ‬لها،‭ ‬لأن‭ ‬نتنياهو‭ ‬ورفاقه‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬يريدون‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬كلمتين‭: ‬الاحتلال‭ ‬والمستوطنات‭. ‬الأولى‭ ‬لأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية‭ ‬تستعيد‭ ‬بقوة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬لدى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الوعد‭ ‬الإلهي‭ ‬لليهود‭ ‬بأرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬والثانية‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬تجوز‭ ‬إدانة‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬وأمام‭ ‬حديقته‭ ‬مثلما‭ ‬يعيش‭ ‬المسالمون‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الأرض‭. ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬أيّا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬قد‭ ‬غاب‭ ‬عن‭ ‬أذهان‭ ‬القيادات‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وقد‭ ‬رأت‭ ‬عيونهم‭ ‬حجم‭ ‬العنف‭ ‬الإسرائيلي؛‭ ‬ومن‭ ‬ثَمَّ‭ ‬بات‭ ‬اللقاء‭ ‬والوحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬ولَمّ‭ ‬الصفوف‭ ‬واصطفافها‭ ‬مسألة‭ ‬وجودية‭. ‬ولكن‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬ينتهي‭ ‬التوافق،‭ ‬ويبدأ‭ ‬الاختلاف‭ ‬حول‭ ‬لَمّ‭ ‬الشمل‭ ‬الوطني،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتخابات‭ ‬عامة‭ ‬جديدة‭ ‬للقيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني؛‭ ‬وحول‭ ‬استراتيجية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭. ‬القضية‭ ‬الأولى‭ ‬تشير‭ ‬فيها‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬و«الجهاد‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬ومجموعهما‭ ‬مع‭ ‬فصائل‭ ‬مشابهة‭ ‬تحسم‭ ‬القضية‭ ‬لصالح‭ ‬السيد‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬في‭ ‬الرئاسة،‭ ‬والجناح‭ ‬‮«‬الجهادي‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬الأغلبية‭ ‬في‭ ‬المجلس،‭ ‬فبعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬‮«‬المقاومة‮»‬‭ ‬والغزوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المدمرة،‭ ‬فإن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬المواجهة‭ ‬والانتقام‭.‬

ما‭ ‬يزلزل‭ ‬إسرائيل

حصاد‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬سعيد‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاستيطان‭ ‬ونزيفا‭ ‬من‭ ‬الدم‭ ‬والتدمير‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الحروب‭ ‬ومحاولة‭ ‬التعمير‭ ‬بعدها‭ ‬أشبه‭ ‬بحلقات‭ ‬دائمة‭. ‬ما‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومؤسساتها؛‭ ‬وما‭ ‬يظهر‭ ‬منها‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬تآلفا‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وقد‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬كفها‭. ‬ما‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أيضا‭ ‬اختفاء‭ ‬الأصول‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬حركة‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬حيث‭ ‬ينتفى‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ – ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ – ‬ومعه‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يسلب‭ ‬منها‭ ‬الاحتكار‭ ‬الشرعي‭ ‬للسلاح،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬مقومات‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭. ‬وباختصار،‭ ‬فإن‭ ‬قرارات‭ ‬الحرب‭ ‬والسلام‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬واقعة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬قوة‭ ‬مركزية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬أدوات‭ ‬عديدة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬وسياسية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬الإقليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬والاستقلال‭. ‬هناك‭ ‬قدرات‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬أرضه،‭ ‬وهو‭ ‬الحقيقة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تزلزل‭ ‬الواقع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬لأنه‭ ‬بين‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬والبحر‭ ‬المتوسط‭ ‬يوجد‭ ‬تعادل‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬الجغرافي‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬القوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الأخرى‭ ‬تريد‭ ‬المنازلة‭ ‬بالسلاح‭ ‬والكفاح‭ ‬المسلح‭ ‬الذي‭ ‬يُضعف‭ ‬من‭ ‬التأييد‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ويعطي‭ ‬الفرصة‭ ‬الكبرى‭ ‬لليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لكي‭ ‬يحقق‭ ‬استراتيجيته‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬نكبة‭ ‬جديدة‭. ‬عقد‭ ‬المصالحة‭ ‬في‭ ‬العلمين‭ ‬كان‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبلغه‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬تحديث‭ ‬وبناء،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬مصر‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬تعمير‭ ‬غزة،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬اعتراضه‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإنما‭ ‬أتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستدراج‭ ‬إلى‭ ‬مواجهات‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيها‭ ‬توازن‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬ولا‭ ‬مكسب‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

تخاريف‭ ‬نتنياهو

يظن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬إعلام‭ ‬السلطة،‭ ‬الموالي‭ ‬لحكومة‭ “‬تل‭ ‬أبيب‭” ‬الذي‭ ‬يتابعه‭ ‬محمد‭ ‬راغب‭ ‬في‭ “‬الوفد‭”‬،‭ ‬أن‭ ‬الثرثرة‭ ‬المتوالية،‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬منافس‭ ‬لقناة‭ ‬السويس،‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومسألة‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬ملك‭ ‬يمين،‭ ‬عندما‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬أوهام‭ ‬تسكن‭ ‬خيالاتهم‭ ‬وحدهم،‭ ‬وكأنهم‭ ‬يملكون‭ ‬أوراق‭ ‬اللعبة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى،‭ ‬عندها‭ ‬حسابات‭ ‬ومصالح‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الهلاوس،‭ ‬والقصد‭ ‬هنا‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭.. ‬فلا‭ ‬مصر‭ ‬تهتم‭ ‬بما‭ ‬يدعون،‭ ‬أنه‭ ‬تهديد‭ ‬لقناة‭ ‬السويس،‭ ‬ولا‭ ‬السعودية‭ ‬معنية‭ ‬بأي‭ ‬مما‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬تصريحات،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ “‬تل‭ ‬أبيب‭”‬،‭ ‬أو‭ ‬واشنطن،‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬تطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الرياض‭. ‬الذي‭ ‬يفهمه‭ ‬الكاتب،‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مقايضة‭ ‬سياسية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقنع‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بمكاسب،‭ ‬يأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تخرجه‭ ‬من‭ ‬ورطة‭ ‬الإصلاحات‭ ‬القضائية،‭ ‬وتوقف‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬اليومية،‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بحرب‭ ‬أهلية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬قطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة،‭ ‬يربط‭ ‬البحرين‭ ‬الأحمر‭ ‬والأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬قالت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬بلاده،‭ ‬إنه‭ ‬سوف‭ ‬ينافس‭ ‬القناة‭ ‬المصرية،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬هلاوس‭ ‬نتنياهو،‭ ‬زيَنَت‭ ‬له‭ ‬القول،‭ ‬بأن‭ ‬القطار‭ ‬سيربط‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وأيضا‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬كلها،‭ ‬وكأنه‭ ‬يتحدث‭ ‬إلى‭ ‬نفسه،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬العربية،‭ ‬لم‭ ‬يعلق‭ ‬على‭ ‬أوهامه،‭ ‬سواء‭ ‬بالرفض،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬الرد‭ ‬السياسي‭. ‬لقد‭ ‬تجرأت‭ ‬مجلة‭ “‬يسرائيل‭ ‬ديفينس‭” – ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ – ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكشف‭ ‬نية‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬عن‭ ‬تشغيل‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة،‭ ‬لينقل‭ ‬البضائع‭ ‬من‭ ‬ميناء‭ “‬إيلات‭” ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬إلى‭ ‬مينائي‭ “‬أشدود‭ ‬وعسقلان‭”‬،‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض،‭ ‬ليكون‭ ‬بديلا‭ ‬لقناة‭ ‬السويس،‭ ‬وتحدثت‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬طمع‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عائداتها،‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬بلغت‭ ‬9‭ ‬مليارات‭ ‬و400‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬روح‭ ‬التآمر،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬القناة‭ ‬وحسب،‭ ‬بقدر‭ ‬استهداف‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصري،‭ ‬وهي‭ ‬تتعمد‭ ‬إغفال‭ ‬مشروعات‭ ‬التطوير‭ ‬وازدواج‭ ‬الممر‭ ‬الملاحي،‭ ‬واستيعاب‭ ‬القناة‭ ‬12‭%‬‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬و22‭%‬‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬الحاويات‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

الرياض‭ ‬لن‭ ‬ترضخ

حتى‭ ‬يحصل‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬مقبولة،‭ ‬لما‭ ‬يواجهه‭ ‬من‭ ‬انتكاسات‭ ‬داخلية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تطيح‭ ‬بحكومته‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬أمام‭ ‬موقف‭ ‬المعارضة‭ ‬والجيش‭ ‬من‭ ‬التعديلات‭ ‬القضائية،‭ ‬يتحدث‭ ‬كما‭ ‬اوضح‭ ‬محمد‭ ‬راغب‭ ‬عن‭ ‬اختراقات‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬التطبيع،‭ ‬للدرجة‭ ‬التي‭ ‬سمح‭ ‬فيها‭ ‬لوزير‭ ‬خارجيته‭ ‬إيلى‭ ‬كوهين،‭ ‬بأن‭ ‬يزعم‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬حاليا،‭ ‬الأقرب‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وما‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬زيارات‭ ‬مكوكية،‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬و‭”‬تل‭ ‬أبيب‭”‬،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬حدد‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭/‬آذار‭ ‬2024،‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬انطلاق‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬تعلق‭ ‬الرياض‭ ‬إلى‭ ‬اللحظة،‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬ادعاءات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وأمريكية،‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭. ‬تابع‭ ‬الكاتب‭: ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ترهن‭ ‬مسألة‭ ‬التطبيع‭ ‬بـتنفيذ‭ ‬إسرائيل‭ ‬بنود‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬الملك‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬بيروت‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬بإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬1967،‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وعودة‭ ‬اللاجئين،‭ ‬والانسحاب‭ ‬من‭ ‬هضبة‭ ‬الجولان،‭ ‬وهناك‭ ‬ثقة‭ ‬مطلقة،‭ ‬بأن‭ ‬القيادة‭ ‬السعودية‭ ‬لن‭ ‬تستبدل‭ ‬موقفها،‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬تنازلات‭ ‬أمريكية‭ ‬وإسرائيلية،‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬مغريات‭ ‬أمنية‭ ‬وعسكرية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬نووية،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تندفع‭ ‬إلى‭ ‬فخ‭ ‬التطبيع‭ ‬المجاني،‭ ‬مثلما‭ ‬اندفع‭ ‬آخرون‭ ‬إليه‭ ‬طواعية‭.. ‬هنا‭ ‬سيتوقف‭ ‬زعيق‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬عن‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬السعودية،‭ ‬وتبلع‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬لغة‭ ‬التهديد‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭ ‬المصرية‭.‬

كي‭ ‬لا‭ ‬تضيع

منذ‭ ‬نحو‭ ‬17‭ ‬عاما،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬2006،‭ ‬انفصل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬عن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬فعليا‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬عبد‭ ‬المحسن‭ ‬سلامة‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭”: ‬أصبحت‭ ‬هناك‭ ‬سلطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬ورأسان‭: ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ودفع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الثمن‭ ‬غاليا‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭.. ‬ولأن‭ ‬مصر‭ ‬تضع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬نصب‭ ‬أعينها،‭ ‬فإنها،‭ ‬ومنذ‭ ‬وقوع‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة،‭ ‬بذلت‭ ‬وتبذل‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والتوفيق‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬المتنازعة،‭ ‬وتلعب‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المصرية‭ ‬دورا‭ ‬حيويا‭ ‬ورئيسيا‭ ‬في‭ ‬التنسيق‭ ‬والتوفيق‭ ‬بين‭ ‬الفصائل،‭ ‬وفض‭ ‬الاحتقانات‭ ‬أولا‭ ‬بأول،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬أرضية‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الفصائل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الهجمة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المسعورة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتنامى‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرف،‭ ‬وسيطرته‭ ‬على‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬مؤتمر‭ ‬العلمين،‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬مؤخرا‭ ‬الخطوة‭ ‬الأحدث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار،‭ ‬حيث‭ ‬بحث‭ ‬سبل‭ ‬إنهاء‭ ‬الملفات‭ ‬العالقة‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتحقيق‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المختلفة،‭ ‬واتفقت‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬بهدف‭ ‬حل‭ “‬الملفات‭ ‬الخلافية‭”‬،‭ ‬تمهيدا‭ ‬لعقد‭ ‬لقاء‭ ‬آخر‭ ‬قريبا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مصر،‭ ‬لإعلان‭ “‬إنهاء‭ ‬الانقسام‭ ‬واستعادة‭ ‬الوحدة‭ ‬الفلسطينية‭”.. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬وقت‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضيع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬العالمية‭ ‬والإقليمية‭ ‬المعقدة،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تتمسك‭ ‬فيها‭ ‬مصر‭ ‬بتحقيق‭ ‬المصالحة‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬استنادا‭ ‬لدورها‭ ‬التاريخي‭ ‬والمحوري‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬75‭ ‬عاما،‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭. ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬رسالة‭ ‬‮«‬العلمين‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأن‭ ‬تتم‭ ‬بلورتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬لينتهي‭ ‬مسلسل‭ ‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ويقف‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتنامي‭ ‬والمتصاعد‭ ‬منذ‭ ‬أحداث‭ ‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الممتد‭ ‬منذ‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وهم‭ ‬التفوق

بعد‭ ‬ظهور‭ ‬نتيجة‭ ‬امتحان‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬محصلة‭ ‬نظام‭ ‬تعليمي،‭ ‬يبدي‭ ‬عليه‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬الغزالي‭ ‬حرب‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭” ‬تحفظات‭ ‬كثيرة،‭ ‬بدأت‭ ‬عملية‭ ‬تنظيم‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالكليات‭ ‬والمعاهد‭ ‬العليا،‭ ‬هنا‭ ‬يهمني‭ ‬أن‭ ‬أكرر‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬قلته‭ ‬كثيرا‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬الأوهام‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬الطلاب،‭ ‬في‭ ‬اختياراتهم،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمستقبلهم،‭ ‬إن‭ ‬أول‭ ‬هذه‭ ‬الأوهام‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬أسميه‭ ‬وهم‭ ‬الإعلام،‭ ‬حيث‭ ‬تتسابق‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الناجحين‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الأدبي‭ ‬بالذات‭ ‬لدخول‭ ‬كليات‭ ‬الإعلام،‭ ‬التي‭ ‬أنشئت‭ ‬أولى‭ ‬كلياتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1974‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬والتي‭ ‬تكاثرت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجامعات،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬لدينا‭ ‬اليوم‭ ‬19‭ ‬كلية‭ ‬للإعلام‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬يعلم‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬أغلبهم‭ ‬يحلمون‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ ‬نجوما‭ ‬في‭ ‬التلفزيون،‭ ‬ومع‭ ‬الاحترام‭ ‬لكليات‭ ‬الإعلام،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬توعية‭ ‬أبناء‭ ‬تلك‭ ‬الأجيال‭ ‬الحديثة،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬كليات‭ ‬أخرى،‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬هذا‭ ‬البريق‭ ‬الظاهري‭ ‬للإعلام،‭ ‬ولكنها‭ ‬كليات‭ ‬عريقة‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬العلمية‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والعالم،‭ ‬مثل‭ ‬كليات‭ ‬التجارة‭ ‬والآداب‭ ‬والحقوق،‭ ‬التي‭ ‬تخرّج‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭ ‬كوادر‭ ‬قوية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مجالاتها‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬والبنوك‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬إلخ‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬العلمي،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬أسميه‭ ‬وهم‭ ‬الطب،‭ ‬نعم‭.. ‬إن‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬هي‭ ‬الحلم‭ ‬الأول‭ ‬اليوم‭ ‬لأوائل‭ ‬القسم‭ ‬العلمي،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬منطقي‭ ‬تماما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬سمو‭ ‬مهنة‭ ‬الطب،‭ ‬وما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬الطبيب‭ ‬من‭ ‬تبجيل‭ ‬واحترام‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الجميل‭ ‬والمثير‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬أوائل‭ ‬القسم‭ ‬العلمي‭ ‬قالوا‭ ‬إنهم‭ ‬يتطلعون‭ ‬لأن‭ ‬يكونوا‭ ‬مثل‭ ‬الدكتور‭ ‬العظيم‭ ‬والنبيل‭ ‬مجدي‭ ‬يعقوب،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أقصده‭ ‬هنا‭ ‬بوهم‭ ‬الطب،‭ ‬أن‭ ‬كثيرين‭ ‬ممن‭ ‬يحلمون‭ ‬بدراسة‭ ‬الطب‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬صعوبتها‭ ‬الشديدة،‭ ‬وطول‭ ‬مدتها،‭ ‬وما‭ ‬تستلزمه‭ ‬من‭ ‬صبر‭ ‬وجهد،‭ ‬فيتعثرون‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مؤلم،‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬تفوقهم‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭. ‬وهذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬أنبأنا‭ ‬به‭ ‬الدكتور‭ ‬علاء‭ ‬عطية‭ ‬عميد‭ ‬طب‭ ‬أسيوط‭ ‬عن‭ ‬رسوب‭ ‬720‭ ‬طالبا‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬1207‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬الفرقة‭ ‬الأولى‭ ‬بالكلية،‭ ‬وهنا‭ ‬أتوقف‭ ‬لأستنكر‭ ‬بشدة‭ ‬ما‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬نائبة‭ ‬مجلس‭ ‬الشعب‭ ‬سميرة‭ ‬الجزار‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة،‭ ‬هذا‭ ‬تدخل‭ ‬مرفوض‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬مسؤولية‭ ‬عميد‭ ‬وأساتذة‭ ‬طب‭ ‬أسيوط،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬الطب‭ ‬المصري‭.‬

لا‭ ‬تقاس‭ ‬بالأرقام

تطالعنا‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬شبه‭ ‬يومي‭ ‬تتفحصه‭ ‬سحر‭ ‬الببلاوي‭ ‬في‭ “‬المشهد‭” ‬بإحصاء‭ ‬لعدد‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الوزارة،‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬قطاعاتها‭ ‬بطريقة‭ ‬عددية‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الرقم‭ ‬الذي‭ ‬أعلنته‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬الصادر‭ ‬السبت‭ ‬5‭ ‬أغسطس‭/‬آب‭ ‬هو‭ ‬166‭ ‬ألفا‭ ‬و382‭ ‬خدمة‭ ‬استطاعت‭ ‬الوزارة‭ ‬تقديمها‭ ‬للمواطنين‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬فقط،‭ ‬وهذا‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬كما‭ ‬تراه‭ ‬سحر‭ ‬الببلاوي‭ ‬رقم‭ ‬ضخم‭ ‬يعكس‭ ‬جهود‭ ‬الوزارة‭. ‬وهذا‭ ‬تقليد‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬استحدثته‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬عبد‭ ‬الغفار‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬الحالي‭. ‬وما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬لسيادة‭ ‬الوزير‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬صحة‭ ‬المواطن‭ ‬لا‭ ‬تقاس‭ ‬بالأرقام،‭ ‬وإحصاء‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬له‭. ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬جودة‭ ‬الخدمة‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬وطريقة‭ ‬تقديمها،‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬كرامته‭ ‬وأدميته‭. ‬وحتى‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬جئنا‭ ‬إلى‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬تعلنها‭ ‬الوزارة‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وقمنا‭ ‬بتحليلها،‭ ‬سنجد‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الفحص‭ ‬فقط‭. ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬أقلل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الفحص‭ ‬والتشخيص‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الأمراض،‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬بعد؟‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬تحصل‭ “‬الحالة‭”‬،‭ ‬حسب‭ ‬التعبير‭ ‬الطبي،‭ ‬بعد‭ ‬الفحص،‭ ‬على‭ ‬استمارة‭ ‬مدونة‭ ‬بها‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬تعاني،‭ ‬منها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الإرشادات،‭ ‬وهذا‭ ‬رائع‭ ‬ومهم‭ ‬جدا،‭ ‬ولكن‭ ‬يا‭ ‬سيادة‭ ‬الوزير،‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أدوية‭ ‬تصرف‭ ‬له‭ ‬لعلاج‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض،‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬لمتابعة‭ ‬حالته‭ ‬واستكمال‭ ‬الفحوصات‭. ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬جراحة‭ ‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭. ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سرير‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬حاضنة‭ ‬لطفله‭ ‬المولود،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬واسطة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الخدمة،‭ ‬أو‭ ‬يستجدي‭ ‬الجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬للتبرع‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬لأحد‭ ‬أبنائه‭ ‬كي‭ ‬يعالج‭. ‬وأنا‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬أنتقص‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الوزارة،‭ ‬ولكن‭ ‬أهمس‭ ‬في‭ ‬أذن‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭ ‬بأن‭ ‬يهتم‭ ‬بكفاءة‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬وطريقة‭ ‬تقديمها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬إحصاء‭ ‬عدد‭ ‬الخدمات‭ ‬ونشرها‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬كدليل‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬الوزارة،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭.‬

‭ ‬«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬

التعليقات على خبر: وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وبقاؤه‭ ‬على‭ ‬أرضه‭… ‬الحقيقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تزلزل‭ ‬كيان‭ ‬إسرائيل‭ ‬

حمل التطبيق الأن